**على قلبٍ واحد تُكتب أسماء الأوطانى معًا… نبني، وننهض، ونحمي**
في عالمٍ يموج بالتغيرات والتحديات، تبقى اللحمة الوطنية واحدة من أسمى القيم التي تُبقي المجتمعات قوية ومتماسكة. هي ليست مجرد استجابة لحظة أو شعار نرفعه عند الحاجة، بل أسلوب حياة وثقافة يومية تنعكس في تعاملاتنا، في خطابنا، وفي رؤيتنا لبعضنا البعض كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.
اللحمة الوطنية تبدأ من البيت، من المدرسة، من الحي، ومن كل مساحة نلتقي فيها كبشر تجمعنا هوية واحدة وأرض واحدة ومصير مشترك. هي الإحساس بأننا جزء من نسيج واحد، إذا تألم جزءٌ منه، تألم الكل. وهي أن نحترم اختلافاتنا، ونعترف بتنوعنا، دون أن نسمح له بأن يتحول إلى انقسام أو فرقة.
في كل مجتمع، هناك لحظات تُختبر فيها هذه القيمة العظيمة. ليس فقط في الأزمات، بل في تفاصيل الحياة اليومية: في تعاملنا مع بعضنا، في قدرتنا على تجاوز الإشاعة، في تمسكنا بالكلمة الطيبة، وفي حرصنا على بناء جسور الثقة لا حواجز الخوف.
الوحدة الوطنية لا تعني التطابق، بل الانسجام. تعني أن نُبقي الوطن فوق كل اعتبار، وأن نرفض كل ما من شأنه أن يزرع الفتنة أو يروّج للتصنيف أو الإقصاء. تعني أن ندرك بأن مسؤولية الحفاظ على التماسك الاجتماعي تقع على عاتق الجميع، بلا استثناء.
نحن بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى أن نستثمر طاقاتنا في ما يجمعنا لا ما يفرقنا، أن نحتفي بالقصص التي تُلهم وتوحد، لا تلك التي تُفرق وتضعف. أن نُعيد تعريف الوطنية في وجدان الأجيال: ليست مجرد مشاعر، بل التزام، وسلوك، ووعي حي.
فلنكن نحن صُنّاع التلاحم، حراس المحبة، ورُسل الأمل.
ولنثبت دائمًا أن الأوطان تُكتب على قلبٍ واحد… وتُصان بقلوب أبنائها.