الحقوقية انوار داود الخفاجي
في خطوة تعكس غنى العراق بتراثه العريق وتاريخه الممتد لآلاف السنين، تم اختيار بغداد عاصمةً للسياحة العربية لعام 2025. هذا الاختيار يمنح العراق العديد من الفوائد على مختلف الأصعدة، سواء الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية، كما يساهم في تعزيز مكانة بغداد على الخارطة السياحية الإقليمية والعالمية. من أبرز المميزات التي سيحصل عليها العراق من هذا الاختيار:
تعزيز القطاع السياحي والاقتصاد الوطني
يعد قطاع السياحة أحد المصادر الرئيسية لدعم الاقتصاد الوطني، واختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية سيساهم في تنشيطه بشكل ملحوظ. فمن المتوقع أن يشهد العراق تدفقًا متزايدًا من السياح العرب والأجانب، مما سيؤدي إلى زيادة الإيرادات من العملة الصعبة، ودعم قطاعي الضيافة والخدمات. كما سيحفّز الاستثمار في البنية التحتية السياحية، مثل الفنادق والمطاعم والمرافق الترفيهية، مما يخلق فرص عمل جديدة ويحسن مستوى المعيشة للسكان المحليين.
الترويج للتراث والتاريخ العراقي
بغداد، باعتبارها واحدة من أقدم العواصم في العالم، تزخر بالمعالم التاريخية والثقافية التي تعكس حضارات العراق المتعاقبة، من الحضارة السومرية إلى العصر العباسي. اختيارها كعاصمة للسياحة العربية سيسلط الضوء على هذه المعالم، مثل المدرسة المستنصرية، والقشلة، وشارع المتنبي، وبيت الحكمة. كما سيساهم في إعادة إحياء المواقع الأثرية التي تحتاج إلى ترميم، مما يعزز من قيمة العراق الثقافية على المستوى الدولي.
تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة
الاستعدادات لاستقبال عدد أكبر من السياح ستفرض تحسينات كبيرة في البنية التحتية للمدينة، مثل تطوير المطارات والطرق ووسائل النقل العام. كما سيؤدي ذلك إلى تحسين الخدمات العامة، مثل الأمن والنظافة والخدمات الصحية، مما سيعود بالفائدة على السكان المحليين أيضًا.
تعزيز التبادل الثقافي والانفتاح على العالم
سيساهم اختيار بغداد عاصمةً للسياحة العربية في تعزيز التبادل الثقافي بين العراق والدول العربية الأخرى، من خلال استضافة فعاليات ومهرجانات ثقافية وفنية وأدبية. هذه الأنشطة ستتيح للعالم فرصة التعرف على الهوية الثقافية العراقية، وستشجع التفاعل بين المثقفين والفنانين والسياح، مما يعزز الحوار الحضاري والانفتاح على مختلف الثقافات.
دعم الصناعات المحلية والحرف التقليدية
الاهتمام بالسياحة سينعكس إيجابًا على الصناعات المحلية، لا سيما الحرف اليدوية التي تشتهر بها بغداد، مثل الصناعات النحاسية، والزخرفة الإسلامية، والسجاد اليدوي. زيادة عدد الزوار ستخلق طلبًا متزايدًا على هذه المنتجات، مما يدعم الحرفيين المحليين ويساهم في إحياء هذه الصناعات التقليدية.
تحسين الصورة الدولية للعراق
عانت بغداد لسنوات من تحديات أمنية وسياسية أثرت على صورتها الخارجية. لكن اختيارها كعاصمة للسياحة العربية سيمثل فرصة ذهبية لتحسين هذه الصورة وإبراز الجانب الثقافي والحضاري للمدينة. من خلال تنظيم فعاليات سياحية وإعلامية، يمكن للعراق أن يقدم نفسه كوجهة آمنة وجاذبة للسياح، مما يعزز ثقة المستثمرين والسياح في استكشاف بغداد ومناطقها السياحية.
جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية
مع تزايد الاهتمام ببغداد كوجهة سياحية، ستتوجه أنظار المستثمرين إلى قطاع السياحة العراقي، مما سيؤدي إلى ضخ استثمارات جديدة في المشاريع الفندقية، والمرافق الترفيهية، والخدمات السياحية. هذه الاستثمارات لن تعزز فقط الاقتصاد، بل ستوفر فرص عمل جديدة للشباب العراقيين، مما يساهم في تقليل البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي.
ختاما اختيار بغداد عاصمةً للسياحة العربية لعام 2025 ليس مجرد لقب شرفي، بل هو فرصة ذهبية للعراق لتحقيق قفزة نوعية في قطاع السياحة والاقتصاد والبنية التحتية. من خلال الاستفادة من هذه الفرصة، يمكن لبغداد أن تستعيد مكانتها كواحدة من أعظم العواصم الثقافية في العالم العربي، وأن تقدم للعالم تجربة سياحية فريدة تجمع بين التاريخ العريق والتطور الحديث.