نصاب بالضغط ونحن شباب: لماذا أصبح الحِمل ثقيلًا في عمر الزهور؟

نصاب بالضغط ونحن شباب: لماذا أصبح الحِمل ثقيلًا في عمر الزهور؟



في زمن كان المفترض فيه أن تكون الشباب مرحلة انطلاق وحرية، تحوّل الأمر إلى سباق لا ينتهي مليء بالضغوط والتوقعات. لم يعد الشباب اليوم يعيشون براءة أعمارهم أو حماس أحلامهم، بل يجدون أنفسهم محاطين بعبء نفسي كبير يأتي من كل اتجاه.

التكنولوجيا، التي وعدت بجعل الحياة أسهل، أصبحت واحدة من أكبر مصادر الضغط. وسائل التواصل الاجتماعي خلقت عالماً يبدو فيه الجميع ناجحين وسعداء، مما يجعل الشباب يشعرون بأنهم في سباق دائم لتحقيق معايير مثالية وغير واقعية. كل صورة ومنشور يتحوّل إلى مقارنة تضغط عليهم نفسيًا وتُشعرهم بأنهم أقل مما يجب أن يكونوا.

من جهة أخرى، الدراسة لم تعد مجرد وسيلة للتعلم، بل أصبحت معركة لإثبات الذات. التوقعات المرتفعة من الأهل والمدرسين تجعل الشباب يشعرون أن نجاحهم الدراسي هو المقياس الوحيد لقيمتهم. هذا الضغط يتضاعف عندما يُضاف إلى متطلبات المجتمع والبيئة المحيطة، مما يحرمهم من فرصة التنفس أو الاستمتاع بوقتهم.

حتى العلاقات العائلية والاجتماعية أصبحت مصدر توتر. النزاعات داخل المنزل أو الضغط من الأهل للتصرف بطريقة معينة يمكن أن يثقل كاهل الشباب. كما أن غياب الوقت الكافي للراحة والترفيه يجعل الحياة تبدو كأنها سلسلة لا تنتهي من المسؤوليات.

لكن على الرغم من كل ذلك، ليس من المستحيل تخفيف هذا الضغط. الأمر يبدأ من الأهل الذين يجب أن يفهموا احتياجات أبنائهم، ويقدموا لهم الدعم بدلًا من الضغط. يجب أن نُعيد تعريف النجاح ليكون أكثر ارتباطًا بالسعادة والراحة النفسية، وليس فقط بالمظاهر أو الإنجازات الأكاديمية. كما أن على الشباب أنفسهم أن يدركوا أن الحياة ليست سباقًا، وأن من حقهم أن يتوقفوا ويتنفسوا.

الشباب هو مرحلة تُبنى فيها الأحلام وتُصنع فيها الذكريات. إذا استمر الضغط في السيطرة على حياتهم، فسيفقدون فرصة الاستمتاع بأجمل مراحل العمر. لذلك، يجب أن نسعى جميعًا لتوفير بيئة داعمة تُخفف عنهم هذا الحمل، وتساعدهم على اكتشاف أنفسهم دون خوف أو قلق.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology