الطوفان
بقلم: هشام خالد حمّاد
على العروبـةِ لحنُ العـارِ قد عُزِفا علـى العُـروبَـةِ عـارٌ ليسَ مُنْصَرِفا
أبناءُ غزَّةَ تروي الأرضَ من دَمِها تمحـو به العـارَ عـن وجهٍ قد انكَـسَفا
فتنبِـتُ الأرضُ جـيلًا كُلُّـهُ أُسُـدٌ يأتي المنايا بإصـرارٍ ومـا رجـفا
أبنـاءَ غـزَّةَ إنَّ المسـكَ لـو نـطـق لانهارَ مِـنْ مَـدْحِكُم طيـبًا وما أوفـى
مِنْ رَحْـمِ غَزَّةَ طـوفانٌ قـد انـبَعَثَ ليحمِـيَ القُـدسَ والإسـلامَ والصُّـحُـفا
جـاءَ اليَـهـودَ بِجَـيْشٍ سافِـكٍ دَمَهُـم جُـنـديُّه مِـن بِحـارِ المَـجْدِ قـد غَرَفا
إنَّ الرجالَ لَفـي الأنـفاقِ تَـنتَظِـرُ جُـرذانَ صهيـونَ تـأتـيها لِـتَنْقَـذِفـا
حتـى إذا لُمِـحَـتْ، دُكَّـتْ بِلَحـظَتِها وأصـبحَ السُّــمُّ فـي الأعنـاقِ مُعْتَكِـفا
تخشى الدُّرُوعُ مِنَ الياسينِ إذْ قُذِفَ كـأنـه شَبَــحٌ فـي الـرُّوحِ قَـد عَصَـفَـا
يَـدُقُّـهـا قِـطَـعًـا تـغـدو بِـراكِـبِـهـا تـحـتَ الحـذاءِ لمِـغوارٍ لـنا عُــرِفَـا
تبقـى حَـمَاسُ ومـا مَعْـها مِن العُـتُدِ فـداءَ مَـسرى رسـولِ اللـهِ إنْ هَـتَـفَا
هـذي حَـمَاسُ بِحَـبلِ اللهِ تَـعـتَصِمُ مِـنها المُلَـثَّمُ فـيـه القـلـبُ قـد شُـغِـفا
لَهُ حُـروفٌ كنصلِ السيفِ حِـدَّتُها
إنْ سَـلَّهـا مَـلَأَت أُذْنَ العِـدا نَـزْفَـا
أبـا عُبيـدةَ دونَ التـاجِ أنـتَ لنـا راعٍ، ومِـثـلُكَ نَحـذو حَـذوَهُ شَـرَفَــا
أنـتَ الـذي تـرفَعُ الإسـلامَ رايَـتَـهُ فتمتطي العِزَّ حينَ الحـربِ مُحْـتَـرِفَـا
وكُـلُّ راعٍ يُـحَاكَى عـن رَعِـيَّـتِه فَـلا رَعَـى اللـهُ مَـنْ فـي ديـنِنِا نَـسَفـا
ما الخوفُ قَطُّ من الأعداءِ إذْ عُرِفوا بَلْ من ولَـيٍّ رَمَـى إســلامَـهُ خَـلْـفَـا
فـوق الثَّـرى جُـثَـثٌ تشكـو تَـعَرِّيَها فمَـنْ أبـى السَّمْعَ جَاءَ الحُـكْمَ مُنْحَرِفَـا
حتى الغرابُ يُواري مِثْلَ سَـوْءَتِهِ وأنـتَ مَـرءٌ فَـبِئـسَ القَسْـوُ إنْ وُصِـفَا
ما السِّلْمُ فخرٌ إذا ضاعتْ كرامَتُنـا
بـل ذاكَ ذُلٌّ يُـبيـنُ العَـجْـزَ والـضَّعْفا
وما الحـياةُ بـذي التـيجـانِ تَنْفَتِـنُ فالكـلُّ هـاوٍ تُـجـاهَ اللّـحدِ مُـنجَـرفا
إنَّ فِلَسطـيـنَ ظـلُّ الإنْـسِ كُلِّهِـمُ فَمَـنْ يُـرِدْ أَظْـلُلًا لـمْ يَهْجُـرِ السَّـعَفَا
فـلا تَـكُـنْ قَـنْصَ دُنْـيانا فـجِيـفَـتَها نَلِ المعالي بِخَوْضِ الحـربِ والتُّـرَفا
مثلَ الأوائلِ في الهيجاءِ كُنْ شَرِسًا يُدمي الأعادي ويثري عَيْشَهم أَسَـفَا
أو كالأواخرِ أبقِ العَرْشَ مضجَعَكَ كـما الخـروفُ يُحِـبُّ الـرّاحَ والعَـلَفا
وأُمَّةٍ أصبحتْ في الوحلِ غارقةً حـتى غدا الوحلُ في أقْذارِها كَـلِفَـا
فِـي ذِمَّـة اللّـهِ أمْـجَـادٌ لأُمَّـتِـنا ناجت بيأسٍ صلاحَ الدين والسَّلَفَـا
إنَّ الزمـانَ الذي أَسْـيَادُهُ عَـرَبٌ
قـد أَنَّ هَـمًّـا وولَّـى عَـنهُـمُ تَـلِـفَـ
إرسال تعليق