رسالةٌ إلى قلبي الثّاني!
الكاتبة الفلسطينية قمر عبد الرحمن
يعجز من الحزن لساني.. يا قلبي الثّاني
لا تستحي من الموت.. فخادمُكِ وحي
لو مات كلُّ مَن فيكِ.. لن تنمحي
مسلمٌ وعربيٌّ بالظّاهرِ، والباطن مسخرة
كلاهما مُعوّجٌ، وأنتِ المسطرة
ما هذا العدلُ الظّالم؟!
ندقّ بابكِ بحذرٍ ورجاء
لنا عطش الانعتاق، ولكِ الدّماء
أشهرٌ للموت، وأعوامٌ للحصار
أيّامٌ وسنين نتمزّق لنراكِ بلا دمار
لو فقدنا عيوننا من البكاء، سيدلّنا عليك الصّدق
من قال أنّ بين الموت والحياة هنا فرق!
غدًا سيأتي يوم التّحرير، ونمشي إليكِ ونبكي عليكِ وعلينا، أنتِ مَن أحييتنا!
نؤمن بكِ كما لم نؤمنْ بأحد
علِّ راياتِكِ أكثر، لنحفظ الدّرب
عرفكِ العالم بالحرب، وعَرَفَ ما السّهلُ وما الصّعب؟
إنَّ المواقف رزقٌ من الله، وفعلُ شعب!
أمّا العرب.. وما أدراك ما العرب!
ما هم.. إلّا وقود جهنّم!
لهم كلامٌ زائفٌ، وحفنةٌ من مالٍ، وكرسيٌّ من خشب
ولكِ السّماء والأرض وما فيها مِن ذهب.
ربّما.. ربّما تساءل البعض منك ذات يوم،
ما الفرق بين هنا وهناك؟
أو إلى أين سنذهب بعد كلّ هذا الصّبر والعناء؟
وما هو شعور الصّعود؟ ومتى سنجرّبه؟
ففتح الله لهم أبوابه، لاستقبالهم شهداء!
كانت الحرب سببًا
لتكريم من نجحوا في التمسك بالأرض،
وحجّةً على الرّاسبين في الدّفاع عن العِرض!
صاحب العزم..
كبّر وقرأ آيةً واستعد
توضّأ وصلّى، وجاء دورُهُ فصعد
مشى نحو مَن حقد
وأشعل فيه نارًا وابتعد
نطبعُ صور الشّهداء وقصصهم في ذاكرةٍ بكماء
لكن كيف سنحفظ الأشلاء؟!
كيف سنعرف مَن سُحِقَ مِن الأسماء؟
لو انهدم البيت، الوطن كلّه على مرمى صَلْيَة
ولنا في كلّ بقاع العالمِ عِلمٌ وعَلمٌ وخَيمة
بحثنا عن الوطن في كلّ الوطن، لم نجده بمكان
وجدناه فيكِ يا بنتَ الأجيال، يا محبوبة الرّوح،
أنتِ ميزانُ الحريّة، لأنّ الإنسان فيكِ يُقاس بالقرآن
مهما تعاظم الموت، نحن الحياةُ ونحن الزّمن
لا تحرقنا النيران، بقدر مَن أجادوا تمثيل الحبّ على مسرح الوطن، نبحث عن صديقٍ لا يخون المِلح، ما رأينا صاحبًا غيرَكَ يا يمن
إرسال تعليق