المقاومة أبطال في السلم والحرب
احمد الجبور:
في ابتسامة استصغار غير مسبوقة رُسمت على وجه الرئيس الأمريكي بايدن في لقاءه للصحفين على متن طائرته الخاصة، قبيل رحلة العودة من مطار تل ابيب، الى نيويورك، وكأنه يقول لحماس أنك لن تقاومي أكثر من عدة ساعات وجيزة، وستفرض إسرائيل عليك كل القيود؛ وتسحبك من كل الأماكن، معلناً فيها أيضاً عن بدء الحرب على غزة، ودعمه التام بالأسلحة والمال للكيان الصهيوني، إلا أن توقعاته كلها باءت بالفشل وقد عادت عليه وعلى الكيان الصهيوني بويلات غير مسبوقة، اثبتتها الحركة المقاومة المدافعة عن أرضها ومقدساتها "حماس"، رغم كل تلك الأيام الموجعة للشعب الأعزل الذي أثبت للعالم سلمه وتمسكه في حقوقه وارضه ودعمه للمقاومة.
تفر اليوم اسرائيل من حرب خسرت فيها الكثير من الأرواح والمال؛ وما توهم به الغرب والمطبعين من مُثل او مصداقية متصنعة كاذبة، لحرب اخرى بعد هدنة مؤقتة ستخسر فيها الأكثر والأكثر وهذا ما تترجمه لنا خطابات القسام بمتحدثيها الساسة والعسكريين على ارض الواقع فالعدوان "الصهيوامريكي" على غزة، لم ينل عُشر اهدافه في إجهاض المقاومة بقدر ما دمر وخرب، وفجر، وقتل، وقطع اوصال هذا الشعب الاعزل في عدوانه العالمي، والذي اكتسى بالصمت الرهيب، رغم كل هذا فرضت المقاومة اسسها، واظهرت للعالم ارهاب الصهاينة الفعلي، وأن كل ما تحدثت به إسرائيل بوصفها لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالارهاب كانت تقصد جيشها وحكامها ومن يساندوها، فمشاهد معاملة الأسرى الإسرائيليين من الأطفال والنساء عند المقاومة ليست بمثلها في سجون الإحتلال ففرق شاسع بين من يمتلك كل شيء ويمنع عن اسراه كل شيء كالإحتلال.
ومع ذلك ورغم قطع اسرائيل بحصارها لغزة كل الموارد للحياة لم تلق بالاً حتى لأسراها؛ إلا أن المقاومة أصرت على فعل كل شيء لحمايتهم وعيشهم الكريم وعدم المعاملة بالمثل، حتى الصور أكدت للعالم أن الأسرى في غزة يتمنون لو أنهم بقوا فيها لحسن معاملة المقاومة لهم في الحفاظ والدفاع عنهم وعن ارواحهم في حين كانت تسعى إسرائيل ومن خلال جيشها المتهالك غير المترابط على قتل اسراها من خلال قصفها العشوائي المتوحش والهمجي للابرياء الغزيين غير المسبوق.
إرسال تعليق