"لوحة وفنان" الفنان التشكيلي عمر هبرة
بقلم رضوى رضا
تستحق الطبيعة التأمل لكي نستمد منها التفاؤل والحب والعطاء؛ فالطبيعة التي تمنحنا بلا مقابل الكثير من الأمور الجميلة تلهمنا دائما لنكون أفضل، وهذا ما يحدث مع الإنسان العادي بينما الموهوب تزيد إليه العطاء فيتفاعل معها معبرا عن جمالها ويطبعها ببصمته الفنية ليترك لنا جمالا من نوع خاص؛ فيبدع فناً راقياَ يستحق الرؤية والتقدير، وهذا ما فعلته الطبيعة مع الفنان التشكيلي الأستاذ عمر عزت هبرة، والذي أحب الطبيعة كما أحب الانسان، حيث يعتبرها ملهمته في بعض الأحيان فيضفي عليها لمساته الفنية ليخلق لنا جمالية من نوع خاص، كل هذا من خلال موهبته ورؤيته البصرية.
رسم الطبيعة كما رسم غيرها ليجسد لنا جمالها ورونق مظهرها الخلاب، وفي معرض أرتايو بفندق بولمان الشارقه، استوقفتنا لوحته والتي شارك بها بالمعرض المذكور، وهي لوحة تصور العديد من شجر الغاف، ليرينا فيها إلهامه البديع من خلال إحدى رحلاته لمنطقة المزرع قرب مستشفى خليفة بامارة رأس الخيمة، كانت الرحلة في شهر فبراير من هذا العام حينما أزهرت الصحراء لتتحول إلى جنة خضراء تحت ظلال شجر الغاف - الشجر الأشهر في دولة الإمارات العربية المتحدة- لتستدعي ريشته المبدعة ويتحفنا بلوحة تتحدث عن هذا التحول الرائع في الوان صحراء الإمارات.
أوضح لنا أن العمل الفني لا بد أن يحمل رسالة، وهذا يتجلى في كل أعمال ما أبدعته ريشته.
ينتمي فناننا الى المدرسة السريالية، والتي تعتمد على الخيال وما هو فوق الواقع ليقدم لنا غير المنطقي في صورة منطقية معبرة تشير للكثير من الأحداث والمشاعر التي لا يمكن التعبير عنها إلا من خلال سرياليته.
لكنه يقدم لنا أيضا لوحات تنتمي للمدرسة التعبيرية والانطباعية وغيرها من المدارس.
يعشق القلم الرصاص والفحم واللونين الأبيض والأسود واللذان يرى بينهما آلاف الدرجات اللونية.
لا يعنون فناننا لوحاته، لأنه يرى أن لوحتة تحمل آلاف العناوين، وأن لكل متلق رؤيته، ولا يميل لشرح رؤيته ولوحته، لأنه يريد من المتلقي الخوض في أعماق عمله ويريد منه أن يحاول قراءة لوحته بنفسه، فيقوم بسؤال المتلقي عن رؤيته.
ولإن كل عين ترى بطريقتها؛ لذلك حينما تشاهد إحدى لوحات الفنان عمر سوف يسألك عما تراه فيها وعن وجهة نظرك.
عرف الأستاذ عمر عزت هبرة الرسم وأدرك موهبته الفنية من عمر الخامسة وتدرب كثيرا لتعزيزها، فانتسب الى مراكز تعليم الرسم ومن ثم صقل موهبته بدراسته الجامعية في كلية الفنون الجمية والتي درس بها خمس سنوات وتخرج منها وتحديدا من قسم الحفر في العام 1978.
لم تقتصر موهبته على الرسم فقط بل دخل المسرح المدرسي ومن ثم الجامعي وأدى العديد من المسرحيات كما أنه كتب المنولوج وبعض ألأعمال النصية.
انقطع عن الرسم لمدة 44 عاما، وصل دولة الامارات في بداية 1982 واشتغل في صحيفة البيان والتي تصدر من دبي لمدة 7 سنوات مصصما للإعلانات، ثم مخرجا للكتب المدرسية لمدة 20 عاما مارس خلالها الفن بطريقة مختلفة وأخرج العديد من الكتب الخاصة والمجلات، لكنه لم يرسم طيلة ال 44 عاما الى أن منتحته دولة الامارات العربية المتحدة الاقامة الذهبية من فئة المبدعين، الأمر الذي فجر لديه مخزونه الفني، فعاد ليرسم بقوة وبانتاج غزير ليقدم لنا الكثير من اللوحات الرائعة، وهنا يمكننا القول أن الموهبة جزء أصيل من روح الإنسان لا تُنسَ ولا تندثر بل هي سبب لعيش حياة جديدة دائما.
شارك ويشارك الفنان في الكثير من المعارض الفنية هذا العام، وحصل على العديد من الجوائز والشهادات. إلا أنه مازال يسعى لتحقيق هدفه بإقامة معرض فني خاص به يعرض فيه إنتاجه الفني الخاص به متمنيا أن تصل رسالته الفنية إلى العالم أجمع.
إرسال تعليق