" الطلبة وتفعيل الإجازة الصيفية"

" الطلبة وتفعيل الإجازة الصيفية"

 " الطلبة وتفعيل الإجازة الصيفية" 



نجاح المطارنه : #سما_حوران 

انتهى العام الدراسي وبدأت العطلة الصيفية التي انتظرها الطلبة والأطفال بفارغ الصبر، بعد عام دراسي طويل مليء بالتحضير والدراسة والامتحانات. وباتت كثيراً من الأسر تصطدم بمتاهات واسعة من الحيرة والقلق على أبنائهم الطلبة بسبب الفراغ الذي يعيشونه. رغماً من توفر الأندية المفيدة والمشجعة. لكن غالبيتهم  وهم كثر  ،. همّهم الأكبر عدم إمكانياتهم بإلحاق أطفالهم وبنيهم بهذه النوادي الصيفية كونها تتقاضى مبالغ لا يقدر عليها الأهل لعدم إمكانياتهم المادية والاقتصادية بتغطية هذه النفقات.

تلك المعوقات كانت سبباً رئيسياً لاندفاع مجموعات كثيرة من الطلبة إلى الشوارع ومفترقات الطرق. يمارسون شتى الألعاب والرياضات المختلفة، فحوّلوا الشوارع العامة إلى ساحات مكتظة بالبشر، وإلى ملاعب لكرة القدم، وكثيراً ما تعرضت حياة بعضهم للخطر.

كم من مآسٍ مريرة حدثت نتيجة هذا الوجود، راح ضحيتها أرواح بريئة غالبيتها في عمر الزهور، كم من مرات ومرات تلاقوا وذووهم بجلسات أنسٍ ولقاء يملؤه الدفء العائلي يرسمون معاً خارطة مستقبلهم زاهراً ندياً. ولكن ..! سرعان ما تلاشى هذا الحلم الجميل وتبدّد. بسبب اندفاعهم إلى الشوارع والأزقة لعدم توفر الملاعب وانعدام وجود النوادي المجانية وقلة الحدائق العامة. فكانت هذه الشوارع أسهل الوسائل للوصول إليها لتحقيق رغباتهم وهواياتهم. وسبباً مباشراً للقضاء عليهم بالمقابل المعاكس لو تطلّعنا بعين ثاقبة إلى تلك الدول المتقدمة والمتحضرة نشاهد أنها تعمل جاهدة لخلق جيل متكامل صحياً وعقلياً وتدفع بكافة جهودها وإمكانياتها لحماية أرواح أبنائها. تبذل الأموال بسخاء من أجل توفير نوادٍ مجانية وملاعب وحدائق عامة وفي كل حيّ سكني. لتُتيح المجال للأطفال من ممارسة اللعب أثناء إجازتهم المدرسية وعلى مقربة من منازلهم ومساكنهم ومرأى من أهلهم لتطمئن قلوبهم بوجود أبنائهم في أماكن آمنة بعيدة عن مخاطر الشوارع والطرقات.

إن توفير هذا واجب وطني ،. على كافة الهيئات المختصة في الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني وخاصة المدارس العمل على توفير الملاعب وفتح النوادي المجانية لتعليم السباحة والشطرنج والحاسوب والمطالعة وركوب الخيل، وتقديم بعض الأنشطة والخدمات من تعليمية وترفيهية وقدر المستطاع، حتى يتمكن الطلبة من قضاء إجازتهم والاستمتاع بها في أمكنة آمنة محمية وبإشراف كادر مسؤول عنها، وأن تعمّ الفكرة كافة المدن والقرى الأردنية، ليسعد الأهل والأبناء بهذا الإنجاز العظيم وترتاح قلوب الأمهات وتهدأ عقولهم من شبح المخاوف الكارثية التي حصلت مع البعض بسبب اللعب في الشوارع، فأدمت قلوب ذويهم بفقدان عزيز لهم تعرض لحادث سير مميت أو غيره، حوّل أفراحهم إلى أتراح وحزن عميق دائم وأسى لا ينتهي.

إذن، لنبدأ العمل أولاً بفتح أبواب المدارس وعدم إغلاقها بوجه الراغبين، ولندعهم يستعملون الملاعب بكل حرية وانطلاق ونعمل على فتح تلك النوادي المجانية والاستفادة منها.

Post a Comment

أحدث أقدم